المرآة الملعونة – الجزء الثاني: الظل الذي لا ينعكس
في عالم الظل، هاني كان ينتظر.
رأى البوابة تُفتح، ورأى سليم يدخل. لكن شيء فيه كان مختلفًا. ليس فقط جسده… بل عينيه.
قال لهاني:
"أنا مش اللي كنت تعرفه… أنا اللي كان جوه المرآة طول الوقت. واللي خرج… كان الظل."
فهم هاني أن صديقه لم يخرج فعلاً من المرآة… بل خرج منه شيء آخر.
6. الحرب داخل الزجاج
في مواجهة ملحمية داخل المرآة، وقف سليم الحقيقي وهاني في وجه "سليم الظل"، الذي أصبح أكثر قوة، يملك وجوه كل من حوصروا.
بدأت الجدران تتصدع، والمرآة تُنادي بأصوات الآلاف الذين لم يعودوا.
نهى ظهرت من العدم، وعيناها بيضاوان، وتهمس:
"سأحجزه… اخرجا أنتما."
صرخ هاني: "نهى!! لأ!!"
لكن سليم أمسك بيده، وقال: "مفيش وقت. هي اختارت."
خرج الاثنان، وعاد العالم لطبيعته.
استيقظ سليم وهاني في المستشفى. لا أحد يصدق روايتهم، ولا أحد يعترف بأن شيئًا غريبًا قد حدث.
لكن في بيت مهجور آخر، في قرية مجاورة… بدأ طفل صغير ينظر إلى مرآة مكسورة…
ورأى وجه فتاة تبتسم له.
كانت نهى.
:
اللي بدأت فيه الجدة سعاد طقوسها."
5. وادي الظلال
سافر سليم وهاني إلى موقع مهجور في قلب صحراء قريبة. هناك وجدوا آثار بيت مدفون في الرمال، ومرآة ضخمة مدفونة جزئيًا، بإطار مغطى بجماجم أطفال صغيرة.
لكن حين اقتربا… المرآة لم تعكس شكلهما، بل أظهرت صورًا من ذكرياتهما، مشوّهة، محرّفة. في الصورة، كانت نهى تمسك بسكين، تبتسم وتغرسه في صدرها.
قال هاني:
"دي مش هي… دي مش الحقيقة."
قال سليم:
"لكنها عايشة جوا المرآة."
6. المواجهة الأخيرة
في تلك الليلة، عادوا ومعهم أدوات الطقس: الملح، النار، الدم، واسم الجدة سعاد الكامل. وقفوا أمام المرآة، وبدؤوا الطقوس.
بدأت المرآة ترتعش، ثم انقسم الزجاج إلى طبقات، كل واحدة تُظهر وجهًا من الماضي: سليم، هاني، نهى، الجدة، ومئات الوجوه.
ثم… خرجت نهى.
لكنها كانت نصف إنسانة، نصف ظل.
قالت:
"أنا محتجزة… بس مش لوحدي. فيه أرواح تانية. لازم نكسر الأصل… أو الكل هينتشر."
بدأت الأرض تهتز، والسماء تتحول إلى مرايا تتكسر.
هاني صرخ: "اكسرها يا سليم!"
لكن المرآة تحدثت:
"اكسرني… وتموت أنت، وتخرج كل أرواحي… أو اتركني… ويظل كل شيء محبوس."
7. القرار
وقف سليم في صمت. ثم قال:
"أنا سبب البداية… وأنا لازم أكون النهاية."
أشعل النار، ورمى كل شيء داخل الإطار، ثم قفز داخله.
انهارت المرآة في ومضة ضوء أبيض… واختفى كل شيء.
عندما استيقظ هاني… كانت الأرض ساكنة. لا مرآة. لا ظل. لا نهى.
8. النهاية الحقيقية…؟
مرت سنوات. لم يحدث شيء غريب.
حتى أتى صبي صغير إلى متحف قديم، ووقف أمام مرآة معروضة تحت اسم:
"القطعة المجهولة – لم تُعرف هويتها، ولا تعكس شيئًا."
لكن الصبي… رأى فيها شابًا يبتسم.
كان سليم.
:
اللي بدأت فيه الجدة سعاد طقوسها."


