عبير المرآة الملعونة
في قرية صغيرة نائية، كان هناك بيت قديم مهجور يعرفه الجميع بـ"بيت الجدة سعاد". بعد وفاتها، لم يجرؤ أحد على الاقتراب من البيت، خاصةً بسبب مرآة كبيرة كانت معلقة في غرفة نومها. قيل إن من ينظر في تلك المرآة بعد منتصف الليل، يرى شيئًا لا يمكن نسيانه أبدًا.
في إحدى الليالي الباردة، تحدى أربعة أصدقاء بعضهم: "مين فينا يقدر يدخل البيت ويقف قدام المرآة بعد نص الليل؟"
سليم، أكثرهم جرأة، قبل التحدي. دخل البيت المهجور وهو يحمل كشافًا صغيرًا. صعد إلى الغرفة العلوية، ووجد المرآة المغبرة كما وُصفت له بالضبط. الساعة كانت 12:01.
وقف أمامها… ونظر.
في البداية رأى انعكاسه فقط، لكن سرعان ما تلاشى وجهه، وظهر مكانه وجه امرأة عجوز بعينين حمراوين وشعر أبيض كثيف يتطاير في كل اتجاه. فتحت فمها بصراخ صامت، ثم مدت يدها من داخل المرآة!
صرخ سليم وقفز للوراء، لكن الغرفة لم تعد كما كانت. كل شيء أصبح مقلوبًا. الصور على الجدران تتحرك، والأصوات تأتي من تحت الأرضية.
ركض إلى الباب، لكنه لم يفتح. المرآة بدأت تلمع بضوء أحمر، ثم تحطمت فجأة، وتطايرت شظاياها في الهواء، إلا أن وجه العجوز لم يختفِ. بل خرجت كاملة من المرآة، واقتربت منه وهي تهمس:
"كان لازم تبعد عني..."
في صباح اليوم التالي، وجد أهل القرية المرآة موضوعة في منتصف الطريق، نظيفة تمامًا… لكن لم يعثر أحد على سليم، ولم يجرؤ أحد على لمسها.
منذ ذلك الحين، كل من ينظر في المرآة يرى وجهًا مختلفًا… وجهًا يعرفه… يصرخ.
المرآة الملعونة – الجزء الأول: من داخل الزجاج
1. التحدي
الساعة كانت تقترب من منتصف الليل. في كوخ صغير على أطراف القرية، اجتمع سليم وأصدقاؤه الثلاثة: هاني، نهى، ومروان. كانوا يتسامرون ويتحدثون عن القصص المخيفة التي كانوا يسمعونها من الكبار. كانت المرآة في بيت الجدة سعاد محور الحديث.
"يعني إحنا بنخاف من مرآة؟" قال سليم بسخرية.
رد مروان: "مش أي مرآة! دي المرآة اللي خلت عم فتحي يختفي زمان، واللي شافوها بيقولوا إنها بتخزن أرواح!"
هاني ضحك، لكن عينه كانت مليانة قلق: "أنا مش بحب القصص دي… خصوصًا اللي ليها علاقة بأرواح."
نهى قالت: "طب نعمل تحدي. سليم يدخل البيت، يوقف قدام المرآة 5 دقايق بعد نص الليل، ويصور كل حاجة."
سليم وافق على الفور.
2. الدخول إلى البيت
في تمام 11:45، وصل الأربعة إلى حافة البيت المهجور. كانت الرياح تصفر بين الأشجار، والأنوار الخافتة تنعكس على النوافذ المحطمة.
"هندخلك وهنستناك عند الباب. لو عدّى ربع ساعة ومارجعتش، بندخل وراك"، قال هاني.
سليم أومأ، ودخل.
الباب صرّ وهو يفتحه. دخل إلى البيت الذي كان يعبق برائحة الرطوبة والعفن. صعد السلالم الخشبية المتهالكة حتى وصل إلى الغرفة التي بها المرآة.
كانت المرآة ضخمة، بإطار خشبي منقوش، لكن ما يلفت النظر هو سطحها... لم يكن يعكس الضوء بل كأنه يمتصه.
نظر إلى هاتفه. الساعة 12:00.
بدأ التصوير.
3. الانعكاس
في البداية، لم ير شيئًا. فقط صورته وصوت تنفسه يتردد في الغرفة. لكن بعد دقيقتين، بدأت صورته تتشوّه. وجهه أصبح مشوّهًا، ثم اختفى كليًا، وظهر مكانه وجه العجوز مجددًا.
لكن هذه المرة، لم تكن فقط تنظر إليه. كانت تهمس.
سليم لم يستطع أن يسمع الكلام، لكنه شعر بالبرد يتسلل إلى عظامه. حاول الرجوع، لكن قدماه لم تتحركا.
ثم رأى نفسه في المرآة، يبتسم… بينما هو واقف جامد بالخوف.
فجأة، خرجت يد بيضاء من الزجاج، وأمسكت به من عنقه!
4. ما بعد الاختفاء
انتظر الثلاثة خارج البيت، والقلق بدأ يتسلل إلى قلوبهم. مرت ربع ساعة… نصف ساعة… ساعة.
قالت نهى: "لازم ندخل."
دخلوا معًا، يحملون مصابيحهم وهواتفهم. البيت كان ساكنًا، لكن كل شيء فيه يشعرهم بأنهم ليسوا وحدهم.
وصلوا إلى الغرفة، ووجدوها خالية. المرآة في مكانها… لكن سليم غير موجود.
هاتفه كان على الأرض، والكاميرا تعمل.
أعاد مروان اللقطة الأخيرة: رأوا وجه سليم يتشوّه… ثم العجوز تظهر… ثم اليد.
هاني شهق: "دي… دي كانت حقيقية."
5. الليلة الثانية
عادوا إلى بيوتهم وهم في صدمة. نهى لم تنم تلك الليلة. كلما أغمضت عينيها، رأت المرآة.
في الصباح، تلقوا رسالة غريبة من رقم سليم:
"أنا مش ميت. بس أنا مش في مكاني. المرآة خدتني. متسيبونيش هنا."
لم يستوعبوا الأمر.
نهى بحثت عن أسطورة المرآة. وجدت أن الجدة سعاد كانت تمارس طقوسًا غامضة في شبابها، وأن المرآة كانت هدية من "حارس العبور" — كيان يُقال إنه يستطيع احتجاز الأرواح في العوالم الموازية.
6. الطقوس
عادوا للبيت في الليلة التالية، ومعهم مرآة صغيرة، ملح، وورقة مكتوب عليها تعويذة قديمة عثرت عليها نهى.
وقفت نهى تقرأ التعويذة أمام المرآة:
"يا من في العبور، يا من في الظل، أعد من اختطفته، وافتح البوابة."
بدأ الزجاج يرتجف، وظهر في داخله ضوء أحمر، ثم صورة لسليم… محاصر في غرفة تشبه الجحيم، الجدران فيها من عظام، والهواء ثقيل.
"ساعدوني!" صرخ سليم.
لكن فجأة، انطفأ الضوء، وسقطت المرآة الصغيرة وتكسرت.
7. المرايا الأخرى
نهى تذكرت أن الأسطورة تقول إن المرآة الكبرى ليست الوحيدة. إنها "بوابة"، لكن لا يمكن فتحها إلا من خلال مجموعة مرايا أصغر موزعة في أنحاء البيت.
بدأوا البحث.
في القبو، وجدوا غرفة فيها ثلاث مرايا مغطاة بقطع قماش قديمة. أزالوها، ووجدوا أن كل واحدة منها تظهر صورة مختلفة: في واحدة، يرون وجه سليم، في أخرى، الجدة سعاد، وفي الثالثة، لا شيء إلا ظلام.
نهى قالت: "لازم نوحد الصور. لازم نخليهم ينعكسوا في وقت واحد."
8. التضحية
أثناء التجربة، بدأ مروان يصرخ. وجهه بدأ يتغير… عيناه تنزفان، وجسده يتحرك وحده.
"هي دخلت فيه!" صرخت نهى.
حاول هاني الإمساك به، لكن مروان دفعه بقوة، وأمسك بمرآة كبيرة وحطمها على الأرض، مما أخرج وهجًا أبيض أضاء المكان كله.
في تلك اللحظة، سمعوا صوتًا عميقًا يقول:
"باب واحد… روح واحدة… من يعود يجب أن يُستبدل."
نظر الثلاثة لبعضهم. إن أنقذوا سليم، شخص آخر يجب أن يحل مكانه.
هاني قال: "أنا هاعملها."
دون تردد، وقف أمام المرآة، وردد التعويذة، وابتسم لنهى قبل أن يمتصه الزجاج.
وفي لحظة… ظهر سليم، ساقطًا على الأرض.
لكن هاني… اختفى.
9. بعد الخروج
سليم استعاد وعيه في المشفى بعد يومين. لا يتذكر الكثير، فقط ألم دائم في صدره، وصوت يهمس له ليلًا.
نهى تزوره كل يوم. لم تعد تتحدث عن المرآة.
أما البيت… فقد احترق بالكامل بعد أسبوع، في حادث غامض.
لكن بين الأنقاض، وجد رجل من القرية مرآة صغيرة… بداخلها، وجه شاب يبتسم…
كان هاني.
لوعايزين أكمل باقي القصه عارفوني وشجعوني علي الاستمرار

.png)

