قصة بعنوان: "بين القلب والقدر""
سالم شاب بسيط يعمل في مكتبة والده الصغيرة، يعيش مع أسرته المكونة من أب متقاعد، وأم طيبة القلب، وأخ متهور، وأخت طموحة. في أحد الأيام، جاءت روان، فتاة من عائلة ثرية، تبحث عن كتاب نادر. كانت مختلفة… ذكية، متواضعة، وعيناها تحملان حكاية طويلة.
تقاربا، وتكررت الزيارات، حتى تحولت نظرات الكتب إلى نظرات حب.
قرّر سالم أن يتقدّم لخطبتها، لكن العاصفة بدأت. والد روان رفضه فورًا، ووالدتها حاولت التهدئة، بينما الجد، رجل صارم ذو هيبة، صرخ: "مش هجوّز حفيدتي لواد من طبقة تانية!"
روان تمسّكت بسالم، رغم الضغوط، وكانت تقول: "مش هفرّط في اللي حبني بقلبي مش بفلوسي".
بدأت المشاكل تتسلل إلى بيت سالم أيضًا. أخوه قال له: "أنت بتحلم"، وأبوه رفض الفكرة خوفًا عليه من الانكسار.
لكن الأمين بينهم كانت أم سالم وروان، جمعتا العائلتين سرًا، وواجهتا الجميع بالحقيقة: الحب مش عيب، والناس مش بفلوسها.
في النهاية، الجد وقف في عرسهم وقال: "أنا كنت غلطان... الحب بيغيّر حتى القلوب القاسية".
وابتسم سالم وروان، لأنهم انتصروا بالحب
الفصل الأول: البداية الهادئة
في أحد أحياء القاهرة القديمة، عاش سالم، شاب في منتصف العشرينات، بسيط المظهر، عميق التفكير، يعمل في مكتبة والده. المكتبة كانت صغيرة لكنها مزدحمة بالكتب والذكريات. كان سالم يحب القراءة والهدوء، ويجد سعادته في الكتب القديمة التي تحمل رائحة الزمن.
عائلته كانت متوسطة الحال:
والده، الأستاذ فؤاد، مدرس متقاعد، دائم القلق.
والدته، أمينة، حنونة، ولكنها حكيمة وتفهم الحياة.
أخوه نادر، الأصغر منه، طالب جامعي لا يهتم سوى بالرياضة والهواتف.
أخته ريم، فتاة طموحة في السنة الأخيرة من كلية التجارة.
لم تكن حياة سالم فاخرة، لكنها مليئة بالحب والاحترام.
في أحد أيام الشتاء، دخلت روان المكتبة. كانت ترتدي معطفًا أنيقًا، وشعرها مربوط بدقة، وعيناها تبحثان عن كتاب معين. كانت مختلفة… أنيقة لكن هادئة، ابنة عائلة ثرية لكنها لا تتعالى.
– روان: "لو سمحت، بدور على كتاب عن العمارة الإسلامية، إصدار قديم."
نظر إليها سالم بابتسامة خفيفة: "موجود… بس مش أي حد بيطلبه."
تبادلا النظرات، كانت تلك اللحظة بداية شيء أكبر من كتاب
الفصل الثاني: تقارب الأرواح
بدأت روان تزور المكتبة كثيرًا، بحجة البحث عن كتب نادرة. كان سالم ينتظرها دون أن يشعر، وبدأ يتحدث معها عن الحياة، عن الأحلام، عن القيم.
هي أحبّت هدوءه، واختلافه عن رجال مجتمعها المليء بالتصنّع.
وهو أحبّ تواضعها، وصدقها رغم الثراء.
تحت رفوف الكتب، نشأت علاقة، صافية ونظيفة. لم تكن لهجتهم في البداية اعترافات حب، لكن العيون تفضح، والنظرات تقول ما لا يُقال.
وذات يوم، قالت روان بخجل:
– "سالم، أنا ارتحتلك من أول مرة… وأظن… مش بس راحة."
ردّ بصوت منخفض: "وأنا... بحس إنك من عالمي، رغم إننا جايين من عالمين بعيدين
الفصل الثالث: عاصفة الرفض
بعد أشهر، قرر سالم أن يتقدّم لخطبة روان. ذهب إلى والدته، وأخبرها بنيته. فرحت أمينة، لكنها حذرته:
– "يا بني، الحب حلو، بس أهلها ناس تانية… هيعترضوا."
وبالفعل، ذهب سالم مع والديه إلى قصر عائلة روان. استقبلهم الأب، السيد عبد الرحمن، رجل أعمال صارم، بالكاد أخفى استياءه.
– عبد الرحمن بحدة: "حضرتك شايف إن ده مناسب؟ بنتي مش لأي حد."
– الجد، الحاج سيف، رجل تقليدي، قالها بصوت هادئ لكنه قاطع:
"لا يمكن أجوّز حفيدتي من شاب بسيط... ده مستقبله فين؟"
أما والدة روان، فحاولت التهدئة: "يا جماعة، المهم سعادة البنت."
لكن الرفض كان قاطعًا.
رجع سالم مكسورًا، وأبيه قال له:
– "كفاية حُلم يا سالم، الحب مش كفاية في الزمن ده."
أما أخوه نادر، فكان ساخرًا:
– "انت مصدق إن بنت زي دي هتسيب الدنيا علشانك؟"
لكن أمه، كانت الوحيدة التي قالت:
– "لو البنت بتحبك، وواقف معاك… ما تتنازلش
الفصل الرابع: المعركة الخفية
روان دخلت في صراع مع عائلتها. كل ليلة كانت مشادة جديدة، بين قلبها وعقل أهلها.
قالت لجدها:
– "جدي، أنا مش عايزة جوازة من واحد غني بس ما يفهمش قلبي."
ردّ بغضب:
– "القلب مش بيأكّل عيش يا روان! انسي الموضوع."
هددها والدها بحرمانها من الميراث. لكنها لم تتراجع.
في هذه الأثناء، أمينة، والدة سالم، اتصلت بوالدة روان سرًا، وقالت لها:
– "البنات مش بلعبة فلوس… إحنا مش طمعانين، بس ابننا بيحبها."
بدأت الأمّان تتواصلان، وتخططان لجمع الطرفين. اجتمعوا مرة في بيت صديقة قديمة، وهناك تبادل الطرفان الحديث دون صراخ، لأول مرة.
بدأت القلوب تلين… لكن الجد ظلّ صامتًا، يراقب
الفصل الخامس: الاختبار الأصعب
في يوم مفاجئ، قرر الجد أن يدعو سالم وحده إلى لقاء خاص.
قال له بصرامة:
– "عايز أشوفك راجل. الشطارة مش بالكلام، وريني إنك تستحق حفيدتي."
وضعه أمام تحدٍ عملي:
"هفتحلك مشروع صغير، لو نجح خلال 3 شهور، ممكن أفكر."
وافق سالم، رغم أنه شعر بالإهانة. كان الاختبار قاسيًا، لكنه رأى فيه فرصة لإثبات نفسه.
روان، كانت تتابع كل التفاصيل، تدعمه من بعيد، وتؤمن به.
فتح سالم مشروع مكتبة جديدة في حي راقٍ، واستثمر كل طاقته. والدته كانت تساعده، وأخته ريم تولّت إدارة التسويق عبر الإنترنت.
بمرور الوقت، بدأت المكتبة تجذب الزبائن، وتحولت إلى نادٍ ثقافي صغير. بدأ الإعلام المحلي يكتب عنه، حتى حضر الجد بنفسه ليرى.
وجد الجد المكان مزدحمًا بالشباب، الكتب في كل مكان، وسالم واقف على قدميه يشرح لزبونة موضوع كتاب نادر.
ابتسم الجد… بصعوبة، لكن ابتسم.
الفصل السادس: يوم القرار
اجتمعت العائلتان في بيت الجد، جلسوا جميعًا في ترقّب.
قال الجد:
– "أنا كنت غلطان… الراجل مش بفلوسه، الراجل بإصراره."
ثم نظر إلى روان:
– "اختيارك ما كانش سهل… بسكّن مع الراجل اللي وقف على رجله."
سالم وروان لم يتمالكوا أنفسهم من الفرح.
نادر، الأخ الأصغر، قال ضاحكًا:
– "شكلنا كده هنشيل العفش!"
الكل ضحك، حتى الأب المتقاعد، رفع رأسه وقال:
– "أنا فخور بيك يا سالم.
الفصل السابع: الزفاف المختلف
في حديقة بسيطة، بين الشجر والأضواء الخافتة، أقيم حفل الزفاف.
لم يكن زفافًا فخمًا، لكنه كان دافئًا.
العروسة ارتدت فستانًا أنيقًا بسيطًا، والعريس ارتدى بدلة رمادية، كان في عيونهما شيء لا يُشترى.
رقص الجد لأول مرة أمام الناس، أمينة دمعت من الفرحة، ووالدة روان همست لزوجها:
– "لو كنا اتبعنا العناد، كنا خسرناهم هما الاتنين."
ووسط الزغاريد، قال سالم لروان:
– "ربحنا يا حبيبتي… مش بس بعضنا، ربحنا احترام الكل

